انتظار المستحيل

انتظار المستحيل

عُرف عم مرزوق بين أهله و أصدقائه و جيرانه بـ(أبو صابرة)؛ فقد رزقه الله بابنة؛ هي بين بنات جنسها مضرباً للأمثال في الجمال الفتان و الخلق الرفيع...
تهافت على خطبتها الشبان من كل حدب و صوب؛ غير أن أبو صابرة في كل مرة يقابلهم بالرفض؛ فتزداد حسرة زوجته على ضياع هذا العريس أو ذاك، و تعاتبه برفق و لين:
ـ زواج البنات شطارة يا ابو صابرة، و أخشى بنتنا تكبر و يتوقف حالها و تعنس!.
ـ البنت ما زالت صغيرة على الزواج و تحمل مسئولياته الجسام... ثم لا تنسين أن المتقدمين حتى الآن ليس من بينهم من يستأهلها و يستحقها؛ فبنتنا جوهرة يا هانم، أم أنك تجهلين قيمة و قدر ابنتك؟! 
مضت السنوات سراعاً؛ و مضى عم مرزوق و زوجته للقاء ربهما، و جلست صابره التي بلغت السبعين أمام الدار؛ في انتظار المستحيل!.