المنقذ
لم ينج من الغرق سوى تلك العروس البلاستيكية،
التي كان يحملها لطفلته الصغيرة، في طريق عودته إليها بعد عامين قضاهما في الغربة، كانت الرسائل تحمل أخبارها و صورها؛ فيحتضنها
و يحلم بقدوم هذا اليوم الذي يمكنه فيه أن يراها رؤية العين، يقبلها و يلامس بيده
الحانيه شعرها الحريري الأصفر...
فزعت سلوى من النوم بعد أن شعرت بكابوس كبلها
و حاول خنقها، صرخت؛ فهرعت أمها نحوها؛ احتضنتها و هدأت من روعها، لكنها ظلت جاحظة
العينين و كأنها ترى ما لا يراه غيرها:
ـ ماما... ماما... بابا... بابا يا ماما!.
ـ بابا في الطريق يا حبيبتي، عندما تستيقظين
صباحاً سيكون قد وصل إلى الميناء، و كلها ساعات قليلة و يكون بيننا بإذن الله...
ما زالت سلوى تنتظر قدومه، رغم أنها كبرت،
و تزوجت، و أضحت أماً، و العروس العائمة ما زالت طافية على سطح البحر؛ في انتظار من
ينتشلها.