إلى
ذات المقهى الذي كان !
خرج من العمل الذي أرهقه دوامه، و زهقه
اعتياده، و من البيت الذى كبلته قيوده، و خنقته حدوده؛ فعزم على التحرر بمنح نفسه
أجازة لمدة ست ساعات؛ ينسى خلالها مشاكل العمل و البيت و الأولاد...
خرج من قالب الوقار الجبسي، تحرك حركات راقصة
تتوافق مع دندنة أغنية: طهقان، زهقان، متضايق... ثم انطلق حيث قادته قدماه...
و ها هو الآن يجلس على قارعة الطريق، بالمقهى الذي اعتاد ارتياده، أيام العزوبية و البطالة... ليستعيد ذكريات ماضيه... فتشكلت أمامه
صورته السابقة؛ و هو جالس على ذات المقعد بذات المقهى منذ عشرة أعوام:
مشهد 1:
شاب تظهر عليه علامات الضيق و الغضب الشديد
بعد أتم دراسته و تعليمه بنجاح و حصل على أعلى الشهادات؛ ثم جلس بلا عمل جنباً إلى
جنب مع أصحاب المعاشات!
ثم مشهد 2 :
شاب تظهر عليه علامات الضيق و الغضب الشديد
بعد أن حصل على عمل، ثم جلس جنباً إلى جنب مع الأرامل و العوانس!
ثم مشهد 3:
شاب تظهر عليه علامات الضيق و الغضب الشديد
بعد أن حصل على عمل و تزوج، و جلس جنباً إلى جنب مع العقماء!
المشهد الأخير:
شاب تظهر عليه علامات الضيق و الغضب الشديد
بعد أن حصل على عمل و تزوج و أنجب، ثم جلس يستعيد ماضيه (السعيد)!.