شريط
الذكريات
وقف يتأمل وجهه في المرآة:
ـ ما كل هذه التجاعيد التي كرمشت وجهك
ياصبحى؟!... بان عليك السن؛ 80 سنة مروا كأنهم لحظات، و ها أنت بعدها الآن تعيش
وحيداً كشجرة بلا ثمار... رحمهما الله من كانا السبب...
أخذ ينكش ذاكرته، التي ما زالت محتفظة بقوتها؛
أغمض عينيه و راح يستعيد الشريط، فيمر مرور الكرام على المشاهد و الأحداث المؤلمة،
و يتوقف طويلاً أمام المشهد العزيز إلى قلبه:
فتاة فى عمر الزهور، ترتدى الزي المدرسي،
تخرج من باب المدرسة الثانوية التجارية؛ تلفت انتباهه و هو عائد من عمله في البنك
الشهير، يتابعها بنظراته، تتلاقى عيونهما، يبتسم لها؛ فتبتسم له... ثم يمضيان كل
إلى حال سبيله.
كرر المشهد الذي يصوره و هو يتقدم منها
و يحدثها:
ـ مساء الخير يا آنسة...
ـ مسا النور يا...
ـ أنا اسمى صبحى
ـ وانا اسمى شروق
ثم أتبعه بمشاهد للقاءات عديدة جمعتهما،
اتفقا خلالها على الارتباط...
حرك بَكرة شريط ذكرياته سريعاً؛ لكي يتجاوز
المشهد الأخير لتلك العلاقة، و الذى يظهر فيه والده و والدته؛ و هما يبديان اعتراضاً
شديداً؛ على نيته الارتباط بفتاة من سكان المقابر.