غرباء
المدينة
لم يكن عم (غريب) يدرك أن الدار التي سكن فيها؛
هي ذات الدار التي شهدت منذ أعوام جريمة قتل بشعة، راح ضحيتها الخالة هندية
و طفلتها...
و قد اعتقد أن التساهل في القيمة الإيجارية؛
بمثابة تقدير لظروفه المعيشية؛ التي دفعته للانتقال من قريته الصغيرة إلى تلك
المدينة الكبيرة؛ سعياً وراء الرزق الحلال...
إلى أن جاءت الليلة الليلاء التي ظهر فيها
شبح تلك الأم و هى تحمل طفلتها... انتفض من مرقده، اقشعر بدنه، و سقط قلبه في قدميه:
ـ بسم الله الرحمن الرحيم...
أراد الخروج من الغرفة؛ إلا أن ارتباكه
الشديد؛ جعله يتخبط؛ بين محاولة الهروب، و الخشية من إغضاب هذا الشبح القريب...
فى الصباح كان هناك غريب آخر؛ يتأهب لسُكنى
تلك الدار بسعادة و فرح.