قرار أخير

قرار أخير

بعد زواج استمر سنوات؛ قرر التخلص من تلك السلبية التي تمارسها زوجته معه؛ حيال كل أقواله و أفعاله؛ فلا اعتراض و لا تعقيب؛ شعارها الوحيد (السمع و الطاعة)...
هذا هو السكين، و هذه قنينة البنزين و علبة الثقاب... و أمامها الخيار... طريقان يؤديان إلي نهاية واحدة فأيهما تختار؟!
لم يمهلها زوجها الكثير من الوقت:
ـ أنا سأخرج الآن و سأعود بعد ساعة؛ تكونين قد انتهيتي من تنفيذ أمرى.
اقشعر بدنها و كاد قلبها يخرج من صدرها؛ و هي تحاول لأول مرة في (حياتها الزوجية) أن تثنيه عن قراره؛ تُقبل قدميه معتذرة عن ذنب لم تفعله؛ لكنه ركلها بقدمه في بطنها؛ و نظر إليها نظرة أطل من خلالها شيطان الانتقام و الغضب...
تدحرجت على الأرض، حاولت أن تقوم؛ خانتها قواها؛ زحفت نحو السكين؛ أشارت به إليه:
ـ سأغمض عيني... لتذبحني أنت؛ فهذا أيسر لي من أن أفعل أنا... لا تشعل في جسدي النار؛ فقد تنتقل إليك؛ و أخشى أن يؤذيك من ناحيتي شيء...
ـ أنا قلتها كلمة واحدة، و لن أعيدها مرة أخرى
و اتجه نحو الباب، صفقه خلفه بعنف، و مضى
اتجهت ببصرها نحو السقف؛ تريد معاونة السماء؛ شعرت بحركة قادمة أمام الباب؛ أسرعت بغرس السكين في قلبها بقوة الخوف و الفزع... انفجر شلال الدم...
دقات عنيفة على باب البيت الذي رحل ساكنوه؛ فالزوج هو الآخر قضى فى حادث سيارة و هو في طريق عودته منتشياً.