معاش
مسعود
أمام شباك صرف المعاشات؛ منعه الإعياء من
الاستمرار في الوقوف؛ فانسحب، و جلس على الرصيف؛ ليلتقط أنفاسه... سمع أحدهم يصيح
فيه محذراً:
ـ عد إلى الصف؛ حافظ على دورك يا حاج...
مسح نظارته السميكة بطرف جلبابه، ثم نظر إلى
الطابور الممتد؛ لم يدرك نهايته؛ فهمس بصوت واهن:
ـ يا صلاة النبى... الظاهر أنك ستعود للبيت مثل البارحة (قفاك يقمر
عيش) يا مسعود!.
الموظف من خلف قضبان المكتب المخصص للصرف؛
يقف و ينهر المواطنين و يحذرهم:
ـ نظموا أنفسكم ياجماعة... الحريم في صف،
و الرجال في صف، و إلا و الله العظيم أوقف الصرف نهائياً... أسمعتم؟!
ثم أغلق الشباك في انتظار تنفيذ أوامره
الجميع حاولوا الالتزام قدر الإمكان؛ و عيونهم
مصوبة نحو الشباك؛ في انتظار الفرج... غير أن مسعود وجه رأسه نحو السماء بدعاء:
ـ ربنا يطلعنا منها على خير...
ففتحت أبواب السماء؛ قبل أن يُفتح شباك صرف
المعاشات.