اللمبة
الحمراء
دخلت مدام تحية؛ مكتب مدام تفيدة؛ فوجدتها
تنحي أوراق المصلحة جانباً، و تجلس خلف كومة من ثمار الكوسة و الباذنجان الأبيض؛
تعدها لعمل المحشي... فاستنكرت عليها فعلها:
ـ ما هذا الذي تفعلينه يا (تيفه)، لماذا
تجهدين نفسك و صحتك؟!... الولد زغلول هنا كل يوم يبيع الكوسة و الباذنجان و الفلفل
الرومى، و الخس و ورق العنب، بل و ورق الكرنب و اللفت جاهز للحشو... و اذا طلبتى خلطة
الأرز يحضرها لك جاهزة و محبشة؛ بدلاً من وجع القلب...
ـ زوجى لا يأكل إلا من صنع يدي
ـ يا شيخه سيبك و الله ما في رجل يستأهل الذي نفعله في أنفسنا، بهدلة و مرمطة و كأننا شغالات عندهم، و ليت هذا يعجبهم... شاطرين
فقط في الإمارة و الشخط و النطر...
ـ لا يا (توحة) لو كانوا كلهم هكذا؛ زوجى شيء آخر... أنا بالنسبة له نور عينيه، و مهجة قلبه، و العلاقة التي بيننا علاقة احترام
و ود و حب و إخلاص...
عند آخر كلمة أخفت مدام تحية ابتسامتها
الخبيثة؛ و قبل أن تبوح بما تعلمه عنه من علاقات عاطفية عديدة؛ طلب مديرهما في العمل مدام تفيدة، و بمجرد دخولها؛
أضاء اللمبة الحمراء.