الرقص
على الحبال
في السوق كان الزحام شديداً، تختلط الأصوات
و الأجساد، و السيارت تمر بصعوبة بالغة:
ـ افسحي الطريق ياحاجة
تسقط الكرنبة من فوق رأسها على رأسي:
ـ أنا آسفه... و الله غصب عني
شعرت بدوار خفيف:
ـ و لا يهمك... بسيطة الحمد لله
ـ ماذا أفعل؟... زوجي يحب المحشي، و قد كانت
طبيعة عمله تمنعه من تناوله، أما الآن فها أنذا كما ترى أسعى لاستكمال الطلبات،
فأبحث عن طماطم، و شبت، و كسبره خضراء...
ـ بالهناء و الشفاء إن شاء الله
ـ لم تسألني عن طبيعة عمل زوجي الذي منعه من تناول
المحشي؟
رغم تململي و قلقي من استمرار الحديث مع تلك
السيدة؛ إلا أن الرغبة في المعرفة دفعتني لسؤالها الإجباري دفعاً:
ـ ماذا كان يعمل؟!
ـ كان راقص باليه، ثم عمل في سيرك، و حالياً
جلس في البيت؛ لا يجد عملاً...
فأبديت دهشتي:
ـ كيف لا يجد عملاً و هذا هو العصر
الذهبى للراقصين على الحبال يا سيدتى...
فكبرت، و هللت، و استبشرت خيراً، و ودعتني شاكرة.