بلا ندم

بلا ندم

في طريق عودته إلى بيته، بعد يوم طويل من العمل الشاق؛ عزم على شراء بعض الحلوى لزوجته و أولاده...
أثناء خروجه من المحل، حاملاً مبتغاه؛ وجد طفلة صغيرة في عمر ابنته، تبدو عليها ملامح الفقر و العوز، و هي تنظر باشتهاء إلى المعروضات؛ فمنحها قطعة مما يحمله؛ و تأهب لاستكمال طريقه...
ما كاد يفعل حتى انقض عليه (جبل دهشور)، رجل أضخم من فيل، و أقوى من ثور، و أغبى من حمار، و أحقد من  جمل، و أفتك من ضبع:
ـ ما الذى فعلته الآن يا ابن الـ...
ـ لاشيء... منحت هذه الطفلة المسكينة قطعة من الحلوى... إنها نظيفة، اشتريتها للتو من هذا المحل...
ـ لأنها مسكينة؛ أردت أن تستغل ضعفها و فقرها؟! ماذا كنت تبغي من وراء ذلك غير استدراجها؛ ثم الاعتداء عليها!
ـ لا و الله... إنها طفلة صغيرة في عمر ابنتي
ـ و هل أنتم تعملون حساباً للسن!... إنكم ذئاب بشرية
في لحظات ـ و كأن هذا الوصف عصاً سحرية ـ تجمهر المارة، و انهالوا عليه ضرباً و ركلاً؛ حتى سالت منه الدماء و سقط مغشياً عليه...
بعد وقت لم يعرف مدته؛ أفاق على مشهد: جمع من الأطفال الآخرين يشاركون تلك الطفلة المسكينة وليمتها؛ مما تبقى في العلب الممزقة من حلوى دهستها أقدام المارة...